سورة الأنعام 006 - الدرس (34): تفسير الآيات (095 - 097) الله تعالى عَلَم على الذات

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي. الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات ..."> سورة الأنعام 006 - الدرس (34): تفسير الآيات (095 - 097) الله تعالى عَلَم على الذات

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي. الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات ...">


          مقال: من دلائل النُّبُوَّة .. خاتم النُّبوَّة           مقال: غزوة ذي قرد .. أسد الغابة           مقال: الرَّدُّ عَلَى شُبْهَاتِ تَعَدُّدِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           مقال: حَيَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           برنامج منارات مقدسية: منارات مقدسية - 274 - مقبرة مأمن الله           برنامج موعظة ورباط: موعظة ورباط - 14 - متى ينطق الشجر والحجر للمسلم - د. راغب السرجاني           برنامج الكلمة الطيبة 2024: الكلمة الطيبة - الرحمة بعباد الله           برنامج تفسير القرآن الكريم 2024: تفسير مصطفى حسين - 395 - سورة المائدة 019 - 026           برنامج بريد الأسرى: بريد الأسرى - 22 - 04 - 2024           برنامج موعظة ورباط: موعظة ورباط - 13 - واجبنا في ظل الظروف - الذي أطعمهم من جوع         

الشيخ/

New Page 1

     سورة الأنعام

New Page 1

تفسير القرآن الكريم ـ سورة الأنعام - تفسير الآيات: (095 - 097) - الله تعالى عَلَم على الذات

21/03/2011 07:22:00

سورة الأنعام (006)
الدرس (34)
تفسير الآيات: (95-97)
الله تعالى عَلَم على الذات
 
لفضيلة الدكتور
محمد راتب النابلسي
 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الأكارم ، مع الدرس الرابع والثلاثين من دروس سورة الأنعام .
 
 أفعاله جلّ جلاله تقتضي صفات كثيرة :
 
مع الآية الخامسة والتسعين ، وهي قوله تعالى :
 
﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) ﴾.
أيها الأخوة الكرام ، بعد أن بيّن الله جل جلاله ما يتعلق بالتوحيد ؛ توحيد الربوبية والألوهية ، وبعدما بيَّن رسالات الأنبياء ، أراد أن يلفت نظرنا إلى ما به استمرار حياتنا ، لأن الله سبحانه وتعالى منحنا نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، أوجدنا ثم أمدنا بما نحتاج ؛ أمدنا بالهواء ، بالماء ، بالطعام ، بالشراب  ، بالمأوى ، بكل ما نحتاج .
الآن بعد التوحيد ، وبعد الرسالات ننتقل إلى النعم التي أسبغها الله علينا ، النعمة الكبرى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ ، أما كلمة : ﴿ اللَّهَ ﴾ فعَلَم على الذات ، الله عز وجل له أسماء حسنى وصفات فضلى ، هو رحيم ، هو قوي ، هو عليم ، هو خبير ، هو لطيف ، هو قادر ، هو مقتدر ، هو حليم ، هو جبار ، هو متكبر ، تقتضي أفعاله صفات كثيرة ، ففي خلقه حكمة ، وفي خلقه رحمة ، وفي خلقه قوة ، وفي خلقه علم ، وفي خلقه حلم، فأفعاله جل جلاله تقتضي صفات كثيرة ، لأنه الحي القيوم ، هو الخالق وهو القيوم .
أحياناً تنشئ بيتاً وتتركه ، تصنع طائرة وتبيعها ، تصنع مركبة وتصدرها ، تنشئ مشروعاً وتسلمه ، لكن الله سبحانه وتعالى حي قيوم .
 
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) ﴾.
( سورة الزمر ) .
 
 الله عز وجل علم على الذات :
 
قال تعالى :
 
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (54)﴾.
( سورة الأعراف الآية : 54 ) .
طائرة مقاتلة تُباع ، لكن الذي اشترها هو الذي يأمرها ، يأمرها أن تقصف ، ألا تقصف ؟ أن تدمر ، ألا تدمر ؟ فالذي صنعها ، صنعها وسلمها ، صنعها وباعها ، لكن لله المثل الأعلى ، الله عز وجل حي قيوم ، أي مصدر حياة الكون ، وهو قيوم عليه .
 
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ (123) ﴾.
( سورة هود الآية : 123 ) .
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ ، إذاً الله عز وجل بتعبير علماء العقيدة علم على الذات ، إن أردت أن تقول : الله رحيم ، غفور ، كريم ، قوي ، حليم ، حكيم ، متكبر ، جبار ، كل هذه الأسماء ، أو تلك الصفات يمكن أن تجمع بالعَلَم على الذات في الله ، فأنت أحياناً يجب أن تقول : بسم الله العليم ، إذا كنت تريد أن تفهم قضية .
 
﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ (79) ﴾.
( سورة الأنبياء الآية : 79 ) .
أحياناً تجابه عدواً شرساً ، تقول : بسم القوي ، وأحياناً تريد رحمة من الله ، تقول: بسم الرحيم ، أما إذا قلت : بسم الله ، فالله سبحانه وتعالى علَم على الذات ، كل الصفات التي يتصف الله بها جمعت في كلمة الله ، إذاً الله عَلَم على الذات .
 
 الله عز وجل إذا تحدث عن ذاته العلية جاء الحديث بالمفرد :
 
الله عز وجل ما قال : إن الرحيم فالق الحب والنوى ، رحمنا فهيأ لنا طعاماً ، ما قال : إن الرزاق فالق الحب والنوى ، ما قال : إن القوي فالق الحب والنوى ، ما قال : إن العليم فالق الحب والنوى ، قال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ ﴾ ، لأن فلق الحب والنوى يحتاج إلى إله عظيم ، عليم ، حكيم ، قوي ، مقتدر ، لطيف ، كل صفات الإله عز وجل في خلقه موجودة ، هذا ينقلنا إلى أن الله عز وجل إذا تحدث عن ذاته العلية جاء الحديث بالمفرد .
 
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾.
( سورة طه ) .
أما إذا تحدث عن أفعاله :
 
﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ (43) ﴾.
( سورة ق الآية : 43 ) .
وقال :
 
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ﴾.
( سورة الحجر ) . 
الله عز وجل يقول : ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ ، كلكم يعلم أن القمح هو الثمرة ، والثمرة نفسها تزرع بأكملها ، فالحب كالقمح والشعير والأرز ، أما النوى فالتمرة لها نواة  ، والخوخة لها نواة ، وحب المشمش لها نواة ، يعني لها بزرة ، فإن ﴿ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ .
 
قضية البذور من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل :
 
أيها الأخوة ، قضية البذور من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل ، حبة القمح فيها رشيم ، والرشيم كائن حي ، وقد استخرجوا من أهرامات مصر قمحاً مخزناً قبل ستة آلاف عام ، فلما زرع نبت هذا الرشيم ، وهو الجزء الحي من البذرة ، ومن علّم النملة أنها إذا خزنت القمح تأكل الرشيم ؟ لئلا ينبت القمح فيدمر بيوتها ، ومن علّم النملة أيضاً أن بعض البذور لها رشيمان ، تأكل النملة الرشيمين معاً لئلا تنبت ، فالرشيم هو الكائن الحي في البذرة ، لمجرد أن يصيب البذرة رطوبة فلقتا النواة تنشقان عن سويق وجذير ، شعرة خضراء نحو الأعلى ، وأختها نحو الأسفل ، سويق وجذير ، فإن كانت الحبة على صخر من يصدق ذلك ؟ يستطيع هذا الجذير أن يخرق الصخر ، ينتهي الجذير بقلنسوة ، كرة صغيرة جداً تفرز مادة تذيب الصخر ، إذا ذهبت إلى الجبال ترى الصخر قد شق ، وتسللت جذور النبتات في داخله .
الله عز وجل يفلق الحبة أو النواة ، ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ ، من أين يتغذى السويق والجذير ؟ من الحبة نفسها ، الحبة نفسها تغذي السويق والجذير إلى أن يستطيع الجذير أن يأخذ الغذاء من التربة ، حجم الحبة حبة القمح ، أو حبة الشعير ، أو حبة الأرز ، أو حبة الفاصولياء ، أو حبة البازلاء ، هذه الحبة فيها غذاء يكفي لنمو السويق والجذير إلى أن يستطيع الجذير أن يمتص غذاءه من التربة مباشرة ، ويتجه نحو الأعلى ، طبعاً هناك في النبتات ، وفي علم النبتات حقائق مذهلة كثيرة جداً ، هذه بعضها ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ ﴾ ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى هو الذي يفلق الحب والنوى .
الآن حبة جوز الهند كلها بذرة ، وفي الغرام الواحد من هذه البذور سبعون ألف بذرة ، الغرام الواحد من بعض نبتات الزينة فيه سبعون ألف بذرة ، لو أن بلدنا سوريا يحتاج إلى غرام واحد أن يستورده من هذه البذور ، من سبعين ألف بذرة إلى بذرة واحدة ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ .
الحديث عن البذور أيها الأخوة شيء لا يصدق ، كل صفات النبات التفصيلية البالغة مئات الألوف مخزونة في الرشيم ، قد لا تنتبهون ، في بلدنا وحده ثلاثمئة نوع من العنب ، القمح عدد أنواع القمح خمسة وأربعون ألفاً ، التفاح مئات الأنواع ، ما معنى أنواع ؟ شيء مبكر ، شيء متأخر ، شيء حلوه كثيف ، شيء للتصدير ، شيء للاستهلاك ، الأنواع منوعة .
 
 النبات من أكبر الآيات الدالة على الله :
 
أخواننا الكرام ، يكاد النبات يكون أكبر الآيات الدالة على الله ، حتى أنه في بعض سور القرآن كلمة واحدة ، قال تعالى :
 
﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ (99) ﴾.
( سورة الأنعام الآية : 99 ) .
أنت من أجل أن تصبح نظيفاً ، من أجل أن تستخدم شيئاً ينظف جلدك في الحمام  نبات ليفي له سطح ناعم ، والخشن له سطح خشن ، من أجل أن تنظف أسنانك هناك نبات خاص لتنظيف الأسنان ، لتنظيف ما بين الأسنان ، وهناك نبات آخر لتنظيف الأسنان ـ السواك ـ ونبات يمكن أن يكون وعاءً ، كالنحاس تماماً ، ونبات يمكن أن يكون سبحة ، كرات مثقوبة ، ونبات يمكن أن يكون ورقاً ، ونبات يمكن أن يكون بين الجسمين القاسيين ـ مطاط ـ ، ونبات كثافته خفيفة جداً ـ الفلين ـ ، ونبات تصنع منه الأدوية ، ونبات يصنع منه الأثاث ، ونبات تصنع منه النوافذ ، والحديث عن النبات لا ينتهي ، حتى إن الله عز وجل قال : ﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾  ، فمعظم حاجات الإنسان مشتقة من النبات ، حتى ثيابنا من القطن والكتان ، حتى أدواتنا من النبات ، حتى طعامنا من النبات ، قد تأكل أنت جزراً ، الجزر جذر، وقد تأكل زهرة ، الزهرة زهر وقد تأكل ورقاً ، وقد تأكل جذعاً ، وقد تأكل أغصاناً ، فلذلك : ﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ ، أعطانا مثلاً بين أيدينا ، هذه النواة ، وتلك الحبة كيف انشقت عن سويق وجذير ، وكيف أن هذا الغذاء الذي في الحبة أمد السويق والجذير حتى استطاعا أن يأخذا الغذاء مباشرة من الأرض ، والدليل : ضع حبات القمح على قطن مبلل في البيت وانظر ، ضع بعض حبات الفاصولياء على قطن مبلل كيف ينبت السويق وينبت الجذير ؟ ﴿ إِنَّ اللَّهَ ﴾  بعلمه ، وبحكمته ، وبقوته ، وبرحمته ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ .
﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ قد يسأل سائل : ﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾ ، من أجل التناظر ، ﴿ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ ، نقول له : ﴿ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ تقابل الحب والنوى ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ ، طبعاً هذا الكلام على مستوى فهم الإنسان ، أنت ترى أن الخشب ميت ، هذا خشب جماد ، الحجر جماد ، البلور جماد ، الماء سائل ، لكن هذه النحلة فيها حياة تطير ، نحن نتوهم أن الشيء الذي يطير ، ويتحرك ، ويتنفس ، ويأكل هو الحي .
 
 كل ما في الكون فيه حياة وحركة حتى الجماد :
 
إذا قال الله عز وجل :
 
﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) ﴾.
( سورة القصص الآية : 88 ) .
معنى ذلك أن كل شيء فيه حياة ، كيف يهلك الرخام ؟ معنى فيه حياة ، لو تعمقنا أكثر وسألنا علماء الذرة لأعلمونا أن كل شيء في الكون مؤلف من ذرات تدور في مسارات حول نواة ، وإن نظام المجرة كنظام الذرة ، أو إن نظام الذرة كنظام المجرة ، كهارب تدور حول نواة بمسارات متعددة ، وحينما رتبوا عناصر الأرض تبين لهم أن كل عنصر له عدد من الكهارب يدور حول النواة ، وأن بين عنصرين الأول غازي والثاني صلب فرق كهروب واحد ، لذلك الحياة بالمفهوم العميق :
 
﴿ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (30) ﴾.
( سورة الأنبياء الآية : 30 ) .
﴿و كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ ﴾ ، إذاً فقد حياته ، فالحجر حي ، الحجر متحرك ، شيء قد يغيب عن الأذهان ، هذا ما يؤكده علماء الذرة ، الأجسام الصلبة فيها حياة وفيها حركة ، والماء فيه حياة وفيه حركة ، لكن نحن أَلِفنا أن الشيء الذي يتحرك ، ويأكل ، ويشرب هو الحي ، لكن الجماد أيضاً هو الحي ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾، أي يخرج نباتاً ينمو من تراب تظنه ميتاً وهو في الحقيقة حي ، ﴿ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ لكن حينما نذكر صفات الله عز وجل في الرحيم ، في الودود ، في اللطيف ، في الحكيم ، في الغفور ، في الشكور ، هذه صفات الجمال ، وفي القوي ، وفي الجبار ، وفي المنتقم هذه صفات الجلال ، لذلك قال تعالى :
 
﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) ﴾.
( سورة الرحمن ) .
بقدر ما ينبغي أن تخاف منه بقدر ما ينبغي أن تحبه ، تخافه وتحبه ، ﴿ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ ، لكنك في حياتك تحب ولا تخاف ، وقد تخاف ولا تحب ، قد تحب جهة ولا تخافها ، وقد تخاف جهة ولا تحبها ، ولكن الله عز وجل : ﴿ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ .
 
 أرحم مخلوق على الإطلاق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 
﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ ، هو الذي خلقك ، هو الذي رباك من خلال أبيك وأمك ، ألقى محبتك في قلبيهما ، قصة رمزية : أحد أنبياء الله مشى في الطريق ، فرأى أماً تخبز خبزها على التنور ، ووضعت ابنها على طرف التنور ، فكلما وضعت رغيفاً في التنور ضمت ابنها وشمته وقبلته ، فقال هذا النبي : يا رب ، ما هذه الرحمة التي عند الأم ؟ قال : يا عبدي هي رحمتي أودعتها فيها ، فسأريك ـ القصة رمزية طبعاً ـ فلما نزع الله الرحمة من قلب الأم ألقته في التنور .
بعض الحيوانات تربي أولادها ثم تأكلهم ، رحمة البشر من عند الرحمن الرحيم ، بل إن أرحم مخلوق على الإطلاق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله له :
 
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (159) ﴾.
( سورة آل عمران الآية : 59 ) .
وقال :
 
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ (58) ﴾.
( سورة الكهف الآية : 58 ) .
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ ﴾ ، أمر ، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ ، ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ .
 
الله عز وجل رحمن في ذاته رحيم في أفعاله :
 
أيها الأخوة ، قال عليه الصلاة والسلام ، وقد رأى أماً تقبل ولدها :
((  أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟ قُلْنَا : لا وَاللَّهِ ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِوَلَدِهَا )) .
[رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ] .
الله عز وجل رحمن رحيم ، لكن كيف أن الأب يمتلئ قلبه رحمة ومحبة لابنه وهو طبيب ، وقد التهبت الزائدة عند ابنه ، كيف يأمر الأب أن يخدر هذا الابن ، وأن يشق بطنه ، وأن تستأصل الزائدة ، وبعد أن ينتهي مفعول المسكن تنشأ آلام لا تحتمل ؟ لأنه عالم ، قال :
 
﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ (45) ﴾.
( سورة مريم الآية : 45 ) .
بالمفهوم الساذج الأم إن كانت جاهلة تطعم ولدها طعاماً قد يسهم في مرضه ، لكن الأم المتعلمة تحرم ولدها أطيب الطعام إذا كان يسهم في تفاقم مرضه ، فالله عز وجل رحمن رحيم ، رحمن في ذاته رحيم في أفعاله : ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ ﴾ ، ذلكم الله ، منحك نعمة الإيجاد ، منحك نعمة الإمداد ، منحك نعمة الهدى والرشاد ، أمرك بيده ، جسمك بيده ، دماغك بيده ، قلبك بيده ، شريانك التاجي بيده ، كبدك بيده ، حركتك بيده ، أقرب الناس إليك بيده ، القوي بيده ، الضعيف بيده ، من كان فوقك بيده ، من كان دونك بيده ، وتعبد غيره ؟!
((إني والجن والإنس في نبأ عظيم : أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري؟! )) .
[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء]
 (( خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها )) .
[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ] .
 
  لا يليق بالإنسان أن يكون لغير الله :
 
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ ﴾ ، الذي خلقنا ، والذي أمدنا ، والذي هدانا ، والذي يربينا ، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ ، إلى أين تنصرفون ؟ إلى أين تتجهون ؟ إلى أين تتوجهون ؟ من تحبون غير الله ؟ على من تعتمدون ؟ على من تتكلون ؟ على من تعلقون الآمال ؟ من تخافون ؟ أيعقل أن تخافوا من غير الله ؟ وأن تعقدوا الأمل على غير الله ! وأن يرجو الإنسان غير الله ! وأن يثق بغير الله ! وأن يكون لغير الله !
أخواننا الكرام ، كلمة دقيقة : إن مما يشينك أن تكون لغير الله ، كم من إنسان محسوب على إنسان آخر ؟ كم من إنسان محسوب على هذه الجهة أو على تلك ؟ هو في خدمتها ، ولاءه لها ، وقته لها ، ذكاءه من أجلها ، طلاقة لسانه لها ، وهي جهة أرضية ، أيليق بالإنسان أن يكون لغير الله ؟!!
" خلقت لك ما في السماوات والأرض فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عما افترضته عليك " .
أيها الأخوة ، قال الله عز وجل في بعض الآثار القدسية : " كن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ، أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ".
﴿ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ ، إلى أين ذاهب ؟ إلى أين ؟ إلى عبد حقير ، إلى عبد فقير ، إلى عبد لئيم ، إلى عبد يحتال عليك ، إلى عبد يبني مجده على أنقاض ، إلى عبد يأخذ منك ما يريد ثم يركلك بقدمه ، إن لم تكن عبداً لله فأنت عبد لعبد لئيم ، الحمد لله الذي أخرجنا من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، من جور الحكام إلى عدل الإسلام ، هكذا قال بعض صحابة رسول الله ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ .
 
 الحكمة من خلق الليل والنهار :
 
قال تعالى :
 
﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
( سورة الأنعام ) .
ظلام ، الظلام مخيف ، وفيه رهبة ، يأتي الصباح ترى كل شيء ، تأنس بكل شيء ، تنطلق إلى عملك ، الذي صمم هذا الجسم صممه ليعمل ثم ليستريح ، فلا بد من حركة يعقبها سكون ، ولكن لا تسكن إذا كان من حولك متحركاً ، لذلك من الصعب جداً أن تنام في النهار ، لكن حكمة الله اقتضت أن الليل يسكن فيه جميع الخلق ، انعدمت الرؤيا ، فخلد كل إنسان إلى بيته ، لكن الحضارة الغربية جعلت الليل نهاراً والنهار ليلاً ، وساعة نوم في أول الليل تزيد في نفعها عن ساعات طويلة في آخر الليل ، فنحن قلبنا نهارنا ليلاً وليلنا نهاراً ، ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ ﴾ ، من صمم أن الأرض كرة ؟ وأنها تدور حول نفسها ، وأن الشمس منبع ضوئي ، من صمم شكل الكرة ؟ لأن الأرض لو كانت مكعبة لجاء الضوء فجأة ، تستيقظ إلى صلاة الفجر الأشياء كلها في ظلام ، يأتي الضوء شيئاً فشيئاً ، وهذا يؤكد اسم اللطيف ، شيئاً فشيئاً إلى أن تشرق الشمس ، فإذا كانت الشمس أمام وجهك كان ضوءها مقبولاً ، تصور الشمس تشرق كما هي في كبد السماء ، لا تحتمل ذلك ، قرص الشمس وهو يغيب أو وهو يشرق لطيف جداً ، تنظر إليها براحة ، هذا اسم اللطيف ، ﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ ﴾ الدنيا مضيئة ، أنت نشيط ، ومن يصدق أن في الإنسان ساعة بيولوجية هذه الساعة مربوطة بقعر العين ، فإذا كان الوقت نهاراً تنبهت هذه الساعة ، ومعها برمجة معقدة جداً ، نبض القلب يزداد في النهار عما هو في الليل ، إفراغ المثانة يزداد في النهار عما هو في الليل ، الضغط يزداد في النهار عما هو في الليل ، هرمونات النمو تزداد في الليل عما هو في النهار ، في برنامج معقد جداً لهذه الساعة  .
لذلك عندما يذهب الإنسان إلى بلد بعيد تضطرب هذه الساعة ، أنت ذهبت إلى أستراليا مثلاً ، فأنت مبرمج على أن هذا الوقت ظلام ، ففي النهار تشعر بحاجة إلى النوم لا تواجه ، فإذا جاء الليل لا تنام أبداً ، لأن برمجة الساعة البيولوجية على دمشق ، فإلى أن تبرمج برمجة جديدة تحتاج إلى أيام ثلاثة ، كل إنسان يسافر إلى بلد بعيد يصبح نهاره ليلاً وليله نهاراً ، تعاني من شدة الميل إلى النوم في النهار لدرجة أنك لا تستطيع أن تفتح عينيك ، فإذا جاء الليل لا تنام أبداً ، إلى أن يمضي ثلاثة أيام فيعاد برمجة هذه الساعة ، من صمم هذه الساعة البيولوجية ؟ ومن أعطاها هذا البرنامج الدقيق ؟!!
 
  نظرية أينشتاين :
 
عمل الدماغ ، نبض القلب ، ضغط الدم ، المثانة يتوقف عملها في الليل من أجل أن تنام نوماً مريحاً ، وهذا الصمت الليلي للمثانة في النهار لها برنامج آخر ، فكل أجهزة الجسم لها برنامج نهاري وبرنامج ليلي ، هذا مربوط بالساعة البيولوجية ، والساعة البيولوجية مربوطة بقعر العين ، من أجل أن تعلم هذه العين أن الوقت نهار أو ليل .
﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ﴾ ، القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر ، لو أخذنا نقطة هي مركز القمر ، ونقطة هي مركز الأرض وصلنا بينهما بخط ، كان هذا الخط نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، طول هذا الخط نأخذه من نصف قطر القمر مضاف إليه نصف قطر الأرض مضاف إليه المسافة بينهما ، هذا نصف القطر لو ضربناه باثنين كان قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، لو ضربنا هذا الرقم بـ (3.14) ، النتيجة هي المحيط ، نحن بحساب بسيط نعرف كم يقطع القمر في رحلته حول الأرض في الشهر ، في السنة نضربه بالعدد (12) ، في ألف سنة × 1000 معنا رقم كبير ، هذا الرقم الكبير عدد الكيلومترات التي يقطعها القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام ، لو قسمنا هذا الرقم على ثواني اليوم (60 × 60 × 24) النتيجة سرعة الضوء الدقيقة وهي (299752) .
 
﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) ﴾.
( سورة الرحمن ) .
هذه نظرية أينشتاين ، السرعة المطلقة في الكون هي سرعة الضوء ، وأي جسم سار مع الضوء أصبح ضوءاً وحجمه لا نهائي ، وكتلته صفر ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ ، من يصدق أن أضخم وأدق ساعة في العالم تضبط على مرور نجم ، فقد تزيد ثانية في العام أو تقل ثانية ، لكن النجم لا يزيد ولا ينقص ؟ بالثواني ، ﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ﴾ ، نظام رياضي دقيق جداً يدور فيه القمر ، لو أن القمر يدور مع الأرض تماماً ما كان هلالاً وبدراً ، الفارق بسيط ، كل يوم خمسون دقيقة ، وبهذا الفارق القمر يأخذ هذه المنازل من محاق ، إلى هلال ، إلى ربع ، إلى بدر ، من نظم هذا النظام ؟ من قنن هذه القوانين ؟!
﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ .
 
إعجاز الله في الكون :
 
قال تعالى :
 
﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)  ﴾.
الكون كم مجرة ؟ والله أيها الأخوة شيء يحير العقول ، بموسوعة علمية حديثة ناطقة ثلاثة آلاف مليار مجرة ، وكل مجرة فيها ملايين الملايين من النجوم ، ودرب التبانة مجرة معتدلة متواضعة ، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ ﴾ أي خلقت خصيصاً لكم ، الشمس تتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، وبين الشمس والأرض مئة وستة وخمسون مليون كم ، وهناك نجم صغير في برج العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، الأرض والشمس ومئة وستة وخمسون مليون كم ، والشمس تتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، هذه كلها تدخل مع المسافة في نجم اسمه قلب العقرب ، من أجل أن تعرفوا من هو الله ، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ .
والحمد لله رب العالمين
 

 

 



جميع الحقوق محفوظة لإذاعة القرآن الكريم 2011
تطوير: ماسترويب